لكل فعل رد فعل .. هكذا قال نيوتن في قانونه الثالث, حدث ذلك في وقت لم يكن ذلك التقدم الدرامي في تكنولوجيا الاتصالات الذي نشهده حاليا يسمح له بأن يسمع عن ما يسمي بالعرب, و لو سمع لتراجع حتي عن قانونيه الأوليين و لعدل صيغة قانونه الأول لتصبح كما يلي :
يظل الجسم علي حالته الحركية(سكون تام أو حركة بسرعة ثابتة) الي أن يشعر بالملل.
و بما ان رانيا و طبيعي اننا نعرف انها مهندسة دون النظر الي ملف التعريف الخاص بها لأسباب هتبان بعد شوية, أقول بما أنها تركت لي التعليق التالي: "شدني أوي اسم هندسة وصفية أصل المادة دي كانت مجنناني في اعدادي و مش عارفة نجحت فيها ازاي " شعرت باتهام ضمني أنها ربما ادركت انني انسان خارق للطبيعة محب للهندسة الوصفية مكتشف لسرها الأعظم لدرجة اني لما دورت علي اسم لمدونتي لم أجد خيرا من هندسة وصفية. و كرد فعل لذلك :
عن الهندسة الوصفية أتحدث
لمن رحمته الأقدار أقول له تصر دوائر المعارف أن الهندسة الوصفية هو ذلك العلم الذي يبحث في معالجة طرق تمثيل الأجسام الهندسية علي سطح مستوي.
و يصر جميع طلبة الهندسة علي مستوي العالم أنها وسيلة غير مباشرة ليقول لك من هم أكثر منك خبرة أن الحياة التي نعيشها غير قابلة للفهم و التحليل فلا تجهد نفسك
و أصر أنا علي حصرها بعدة نقاص بسيطة:
- قد ترك أثر المستقيم في المستوي و لكنك أبدا لن تعرف طوله الحقيقي الا بالصدفة البحتة شديدة الندرة
-قد تكون قديما بما يكفي لتعلم انه هناك أسطح دورانية و أسطح بريمية و وصلات قابلة للإفراد
و المعلومة الأخيرة بالذات لعبت دورا مهما جدا في حياتي فقد قضيت سنين من عمري أسئل نفسي هذا السؤال المعضل كالمتاهات الإغريقية
اذا كان هناك وصلات فابلة للإفراد فهل معني ذلك أن هناك وصلات غير قابلة للإفراد و لكم حاولت الاجابة و اوشكت علي الجنون الي أن أقنعت نفسي بسخافة الفكرة كلها فأنا أصلا لا أعرف ما هي الوصلات.
هذا و لم تستطع أي مادة أخري أن تنافس دور الهندسة الوصفية في حياتي, حتي عندما أبلغنا دكتور نظريات العمارة في البكالوريوس أن ما نراه الآن في المعمار المحيط بنا هو نتيجة للنرجسية الحشوية الساخطة (اه والله) عذرته بشدة فجميعنا كان يعلم قصة هذا الدكتور.
فقد حدث أنه عندما كان في بداية حياته معيدا شابا وقع في غرام طالبة جميلة من علية القوم, و عندما استجمع شجاعته ليبلغها برغبته في القدم لها معتمد علي مكانته الاكاديمية و ماضيه العلمي المشرف و مستقبله الجامعي المبهر ضحكت بشدة, سالها : ليه بتضحكي؟ قالتله أصلها بصراحة نكتة انا اتجوزك انت ازاي يعني؟
مسكين لقد حاولوا ان يبلغوه الحقيقة عن طريق الهندسة الوصفية : لا تحسب انك بتفوقك العلمي سيكون لك شانا, ابدا لن تعرف قيمتك الحقيقة.
وعندما ادرك الدرس متاخرا قرر ان ينتقم من المجتمع كله في شخصنا فكان سؤاله في الامتحان كالتالي:
شهد القرن العشرون تطوراً ملحوظاً في سبل معالجة الكتلة و الفراغ , هذا بالتزامن مع ثورة صناعية تعتمد علي الحديد كمادة اساسية و الفحم كمحفز قوي و قد أدي ذلك الي بلورة كتل حادة مصمتة جاءت كإفراز طبيعي للنرجسية الحشوية الساخطة : تكلم عن عمارة ما بعد الحداثة في القرن العشرين في ضوء ما سبق.
بعد كل ده و لمن شعر أنه قد هرب من نداهة الهندسة الوصفية بعدم التحاقه بكلية الهندسة أقول له:
الطاقة لا تفني و لا تستحدث من العدم و لكن تتحول من صورة لأخري : هكذا قال اينشتاين - طبعا في وقت كان يعرف العرب و ربما ساعده ذلك في اثبات قانونه و ترسيخه فغالبا ما تتحول طاقة العرب كلها الي صوت عالي جدا.
و اليكم بعضاً من الهندسة الوصفية في حياتكم
قاتل الطفلين بالطالبية: كنت انوي قتل الطفل زياد انتقاما من والده و لم أكن أنوي قتل العسولة شهد.
علي جمعة مفتي مصر في البيت بيتك: حتي لو كان حفيد الرئيس قد بلغ الحلم فهو في الجنة.